عندما إلتقيت بوزير الهجرة الكندي

نحن لدينا دول كثيرة تعمل لحسابنا، يعملوا، ويطوروا، ويأتي لنا الشاب متعلم ولديه تقرير امني يضمن أنه خالي من اي سوابق إجرامية، فيدخل في سوق العمل مباشرة

مع وزير الهجرة والجنسية الكندي أحمد حسين

هذه جملة قالها امام الملأ وزير الهجرة الكندي احمد حسين عندما زارنا في مدينة فكتوريا قبل بضعة اسابيع. يقصد أن دول العالم المختلفة تحضّر الشاب والشابة من كافة النواحي ولكن عندما يأتي باحثا عن العمل أو الفرصة، لايجدها، فيهاجر، وأحد تلك الوجهات هي كندا، فيحضر المتعلم وهو في سن الإنتاج والعمل ويقدم كل ما يملك لكندا.  بصراحة اتفق معه في وصفه لحال مايحدث، ولكن، كم كنت مصابا باللإحباط بعد أن التقيته.

زار الوزير الوزير مدينة فكتوريا من أجل هدف محدد؛ الحكومة تسعى لإستقطاب اعداد أكبر من المهاجرين من ذوي الكفاءات، وبالتحديد، مليون شخص خلال الثلاث السنوات القادمة، ولكن الكثير من الكنديين (البيض) غير متقبلين لذلك، فتريد الحكومة أن تتناقش مع المسؤولين والجمعيات التطوعية والنشطاء من أجل الاستماع إلى أي مقترحات لديهم حول كيفية توعية المجتمع بأهمية المهاجرين لاقتصاد البلد والمجتمع بشكل عام.

وزير الهجرة أطلق برنامج أسماه Immigration Matters  بمعنى ” للهجرة أهمية” في هذا البرنامج تركز الحكومة على أمرين مهمين :
١- نشر احصائيات وارقام توضح أهمية الهجرة والمهاجرين لكندا. مثال على هذا خبر نشرته الحكومة بشكل قوي وهو أن الشركات التي يُنشأها مهاجرون جدد في كندا، توظف اعدد أكبر من الناس مقارنة بالشركات ينشأها كنديون من غير المهاجرين. هنا رابط المقال.

المهندس حسين ادريس

٢- نشر القصص الناجحة للمهاجرين وابرازها في الاعلام والصحافة. مثلا تحدثوا عن اخي المهندس حسين ادريس ومايقوم به خدمةً للمجتمع، هذا رابط فيه لقاء مع حسين من موقع الجوازات الكندية، اضغط هنا.

زيارة الوزير المدينة كانت للاستماع الينا والى مقتراحاتنا. حيث تم ارسال دعوة لمجموعة بلغت ١٥ شخص للحضور الي ورشة عمل خاصة معه، تم إرسال أجندة اللقاء لنا ومايجب تحضيره.

حضرنا ونحن يملأنا الحماس، ولكن تفاجئنا بتنظيم يعطي كل شخص فينا ثلاث دقائق للحديث وبعدها يرد عليك الوزير ولكن اغلب رده كان حديث عن البرنامج والأمور التي عملها هو والأمور التي عملتها الحكومة. ولم يكن هناك مناقشة مباشرة مع مقتراحاتنا إلا في حالة محدودة منها من انتقده بشكل مباشر أو من انتقد الحكومة بشكل مباشر، فكان الامر مثل الدفاع والهجوم.

طرحت عليه مجموعة نقاط، لم يتطرق الا لنقطة واحدة. وهي التي كان فيها إنتقاد للحكومة، السيدة التي تحدثت بعدي كان كل كلامها تأكيد لكلامي (النقاط الأخرى) وقالت إن هذه هي فعلا المشاكل التي يجب النظر لها، عاد الوزير مرة أخرى للحديث عما يفعلوه هم ولم يحاول بشكل مباشر التطرق للأمور التي تم طرحها.

انتهى الاجتماع، وخرج الوزير سريعا وكأنه لايريد أن يسلم على أحد. الامر ترك مذاقا سيئاً في حلقي، شعرت وكأنني لست في كندا التي عرفتها في السبع سنوات الماضية.

قبل الاجتماع، كان هناك احساس داخلي انني لن استطيع أن أخبر الوزير بكل ما اريد، فعملت تقرير كامل بالموضوع الاهم، وهو أمر يخص الطلاب وطبعت نسخة منه وقلت في حالة لم استطع الحديث معه، سأضع التقرير في يده لعله يقرأه في الطائرة مثلا. وفعلا وهو خارج أعطيته التقرير وقلت اذا سنحت لك الفرصة اتمنى ان تطلع عليه، فوعدني أنه سيفعل.

الى الآن طبعا لم اسمع منه أو من أي موظف من مكتبه، ولا اتوقع ان اسمع منهم. ظننت في الاول انني نوعا ما متفائل وفقط كانت توقعاتي عالية.  ولكن كل من حضر اي لقاء معه أخبرني أنه شعر بنفس الأمر. ماذا يعني كل هذا ؟ لعلي أضعه في نقاط:

١- برامج الهجرة ستستمر، تركيز الحكومة كالعادة منصب على هجرة الكفاءات.
٢- الحكومة تسعى لكسب تعاطف شعبي اكبر مع برامج الهجرة المختلفة.
٣- الحكومة الكندية في ظاهرها، حكومة كرازماتية منفتحة على العالم. ولكن من الداخل هي بيوقراطية بحته.