تشاد من أكثر دول العالم إستقبالاً للاجئين

ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية على حسابه الرسمي في تويتر ان تشاد، على الرغم من انها من افقر دول العالم، هي من اكثر دول العالم إستقبالا للاجئين على إختلاف جنسياتهم، وذكرت انها الدولة الأولى في قارة افريقيا إستقبالا للاجئين. مالذي يجعل دول فقيرة تفعل هذا الأمر؟ وهل هو يشمل فقط نوعية واحدة من اللاجئين او عرقية واحدة من البشر؟

دعني اعود بكم عدة قرون إلى الوراء، وتحديدا لعام  (132 هـ / 750 م) عندما سقطت دولة بني أمية، وكان بنو أمية مطاردون من بني العباس، لجئ الكثير منهم إلى تشاد تحت حماية ممكلة كانم، وهو اسم تشاد القديم، حيث لاذوا إليها وتمتعوا بحماية من سلطان ممكلة كانم وشعب كانم. وذكر هذه المعلومة ابن خلدون والقلشقندي وابن سعيد وابن فاطمه وغيرهم. وذكر البكري أن “جماعة من بني أمية قد هربت إلى كانم خوفا من اضطهاد بني العباس“.

وعندما إجتاحت القوات الايطالية ليبيا، وقامت ثورة الليبيين بقيادة عمر المختار، كانت تشاد ملاذ للكثير من القبائل الليبية، وتحديدا، القذاذفه والمحاسنة والمغاربة وأولاد سليمان. ومازالت هذه القبائل لها تواجد في تشاد إلى هذا اليوم، وبالذات في محافظات كانم، بحر الغزال والبطحة.

وفي عام 2014 م، عندما تعرض المسلمون في جمهورية أفريقيا الوسطى للذبح والتنكيل من قبل المليشيات المسيحية، لم تكتفي تشاد بأن تكون ملاذ للمسلمين، بل ارسلت قوات للمساعدة في إعادة الأمن.

ونتيجة لتداعيات القتال بين جماعة بوكو حرام والقوات الحكومية في نيجيريا، لجىء الكثير من النيجيرين، تحديدا من المسلمين في لاية برنو النجيرية إلى تشاد. وحسب آخر تقرير للأمم المتحدة، مازال الآف منهم موجودون في تشاد إلى الآن.

ولاتخفى كارثة دارفور على الجميع، واقليم دارفور السوداني هو الجار الشرقي لتشاد ويوجد تداخل عرقي وثقافي وإجتماعي. فكان من الطبيعي ان تكون تشاد هي المحطة الأولى للاجئي دار فور. ويبلغ عدد المسجلين رسميا كلاجئين من دار فور في تشاد 304,650 شخص، وهؤلاء هم الحاصلين على مساعدات بشكل رسمي، غير الذين لم يسجلوا لأسباب مختلفة.

لذا، سواء كانت تشاد ممكلة تزخر بالخيرات ويبلغ إتساعها من النيل إلى وسط نيجيريا أو كانت بلد فقيرة، في كل الاحوال كانت ومازالت ملاذ وملجئ للجميع، وكما قالت الأمم المتحدة في تغرديتها السابقة “كرم وسخاء لايُصدق”.