تغيرت، ثم تغيرت، ثم تغيرت

مررت في حياتي بمراحل كثيرة، تغيرت، ثم تغيرت، ثم تغيرت، وهذا عندما انظر للمرآة، ولكن قلبي وعقلي هما نفس العضلة ونفس الخلايا، تفكر بنفس الطريقة، وتنبض لنفس الأمور. 

وبينما انا اتغير، اشعر بما حولي يتغير، نظرات الناس، ردود الفعل، التفاعل، وهذا امر طبيعي وهي سنة الله في الكون، نتعايش معها ونحاول التأقلم معها.
كل فترة اعود لفيديو الدكتور سلمان العودة ” نعم اتغير” لأني اشعر انه من اقوى انواع نقد الذات الواقعي، بحيث بدلا ان يبرر الانسان مايحدث له او مايحدث حوله، يعترف بأن هذا واقع مع وجود ثوابت يجب ويلزم أن لا تتغير. وفي رأيي هذه تشمل الاخلاق والعقيدة. وعدم التغير يعني ايضا عدم التطور.

في فترة كنت ارى التصوير حرام، وكنت لا اتصور. وفي فترة كنت لا اطيق مخالطة الناس اطلاقا، سواء في خير او شر، كنت افضل الانزواء، وفي فترة كنت لا اطيق الجلوس بمفردي ولو لدقائق، كنت طوال الوقت مع الناس. وفي فترة كنت ان لم اركل الكرة ليوم واحد أحسست بنقص. لدرجة كنت احلم بها. واركل من ينام بقربي.
نعم اتغير، هذا واقعي، هذه حقيقتي. 

ان تغيرت عليك، فسامحني، وان تعتقد اني قاطعتك فأوصلني، فربما لدي مايمنعني أو شيئ احكم علي تفكيري وانساني ماحولي وان اخطأت في حقك فأعفوا عني لعل الله يغفر لك بها.

والدعاء النبوي الشهير (يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ) يذكرنا بأمور كثيرة، منها ان التغيير سيحدث، ولكن لاتجعله يحدث في الثوابت، لذلك الدعاء سلاح المؤمن، فسأل الله ثبات القلب والايمان.

التغير سنة الله في الكون، فالدوام له، ولكن لنضع اهداف بشكل دائم، بحيث تكون هذه الاهداف بوصلة لنا بحيث نتحكم بهذا التغيير ونستطيع ان نوجهه بحيث يبقى في المسار الصحيح ولايخرجنا عن ثوابتنا.