دورة في التطوير الوظيفي

 بحمد الله وتوفيقه نظمنا دورة في التطوير الوظيفي لثلاثة عشر طالب جامعي تشادي في ماليزيا. إثنان كانا من طلبة الدراسات العليا، وستة كانوا خريجين حديثين وكلهم من تخصصات هندسية وتجارية والبقية طلاب في الصف الثالث والرابع. كانت الدورة ناجحه بكل المقاييس حيث كان الحوار ثريا وأستطعنا إيصال مضمون وفحوى الدورة وإن شاء الله نتمنى التوفيق للجميع في حياتهم العملية.

سبب تنظيم الدوة يعود لسبعة سنين مضت، رغم أني لم أجد صعوبة في إيجاد أول عمل “رسمي” لي، واجهة صعوبات كثيرة في التناسق مع بيئة العمل و تطوير نفسي وفهم فحوى ومعنى العلاقات الوظيفية مع مديري المباشر ومع الموظفين الاخرين. أخطاء كثيرة إرتكبتها أدت إلى تأخر تطوري الوظيفي والشخصي. وكانت هذه الأخطاء في الغالب غير مقصودة وتنم عن قلة خبرة. قد يقول قائل أن هذا طبيعي لقلة التجربة، هذا صحيح ولكن بالتدريب والتطوير والتعليم الفصلي والحقلي والذاتي بإمكان الإنسان تطوير هذا الجانب، وكان هذا سبب تنظيم هذه الدورة.

ركزنا في الدورة على أربع محاور رئيسية، كيفية تعزيز وتسويق الذات، كيفية كتابة السيرة الذاتية، المقابلات الشخصية وكيفة ضمان نتيجة إيجابية، وأخيرا، كيفية التطور الوظيفي. نحن على قناعة تامة أن الشليلة والمحسوبية تؤثر على التطور الوظيفي، الواسطات والمداهنات كذلك، ولكن من وجهة نظري المتواضعه، هي تؤثر في الأداء الوظيفي لمن قدراته وأمكانياته لا تسمح له بالتطور الوظيفي وبالتالي يعتمد على عوامل أخرى.

 إذا كنت فعلا بارعا في عملك، إخراجك منه وإحلال غيرك سيؤدي إلى خلخلة العمل وربما الخسارة المالية، ولايوجد رجل أعمال على وجه الأرض يدخل في مشروع للخسارة. ولكن إذا تم إحلالك أو تركت في موقعك لسنين بدون ترقية ربما هذه يعود لأنك قابل للإستبدال. ممكن أنت جيد في عملك، ولكن هناك الكثير جدا من الجيدين، ولكن الممتازيين قليلون والمميزون أقل. لا توجد شركة في أي موقع في العالم بإمكانها التخلي عن الموظفيين المميزين وذلك أن لهم دور مباشر في زيادة أرباح الشركة. وللأسف الكثير من المميزين يعجزون عن إظهار تميزيهم ويعجزون عن تعزيز وتسويق ذاتهم فتميزهم لايمكن إستقرائه ممن لا يعرفهم شخصيا وهنا تمكن أهمية مثل هذه الدورات.

 لذلك أوجه لجميع أحبتي النصائح التالية:

 1- علاقتك مع الله سبحانه وتعالى هي مفتاح كل خير وهي تسهل الصعب، فلا تنسى ذكر الله والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم.

 2- الطرق الملتوية هى احدى طرق التطور الوظيفي ولكنها ليست الطريقة الوحيدة وهي طريقة من لا يثق في قدراته أو من ليس له قدرات أصلا.

 3- إقرأ في مجالك بشكل يومي، نصف أو ربع ساعه في اليوم قلب فيها المواقع المتخصصة في مجالك وذلك حتى تكون منافسا بشكل مستمر.

 4- لا تجعل من نفسك منافسا للمجموعه. أجعل المجموعة في عمل مستمر لللحاق بك. وذلك ممكن فقط بالتخطيط المستقبلي السليم. المميزون يخططون 5 سنوات إلى الأمام عن المهارت اللتي يجب عليهم إكتسابها والدروات اللتي يجب عليهم الدخول فيها. وهم في عمل مستمر لتطوير ذاتهم حتى يصلوا إلى أعلى مرتبة ممكنه كمدير تنفيذي لأكبر شركة في مجال تخصصه.

5- دائما كن مميزا في كل شئ. في لبسك، في منظرك، في أخلاقك، وفي أدائك الوظيفي.

6- أذا يوجد معك في العمل من بإمكانه إنجاز نفس العمل الذي تقوم به أنت ولكن بصوره أسرع منك أو بتكلفه أقل منك فأنت خارج إطار التميز. إجعل من نفسك رقم واحد ولا تقبل أن تكون الثاني، لأي شخص.

 تحياتي القلبية.

.