شيخ شعراء تشاد عبدالحق السنوسي

حياته :

يذهب المؤرخون إلى أن الشيخ عبدالحق السنوسي ولد في ترجم التابعة لأبشي بين عامي (1853- 1855م)(1) ، وأرجح أن يكون قد ولد قبل هذا التاريخ . ويدفعني إلى ذلك الترجيح أن الشيخ عبدالحق بعد أن حفظ القرآن الكريم وتلقى تعليمه على والده  وعلماء عصره في أسرته ، وعلى الشيخ محمد أبوراس من علماء برنو منواشي في وداي ، ذهب إلى مصر والحجاز لتلقي العلم ، وعاد في عهد السلطان يوسف(1874-1898م) وشارك بفعالية في حوادث عصره ، وخاصة في موقف سلطنة ودّاي من المهدية في السودان ( 1880- 1885م) وعمر الشيخ عبدالحق حينئذ في الثلاثين أو دونها ، ولايعقل حسب تقاليد الهجرة العلمية يومئذ أن يكون قد هاجر وأصبح شيخا يشار إليه بالبنان ويخالف كبار علماء عصره في رؤيته للمهدية وهو دون الثلاثين . وهناك رواية تقول إنه هاجر إلى مصر عام 1868م(2)، ومعنى هذا أنه هاجر في الخامسة عشرة أو دونها من عمره بعد أن حفظ القرآن وتفقه على علماء عصره في ودّاي وهو أمر يصعب قبوله.

ولد الشيخ عبدالحق في أسرة علمية ضاربة الجذور ، فوالده الشيخ محمد السنوسي وأجداده الشيخ يعقوب أبوكويسه والشيخ الوالي كلهم من العلماء المشهورين في أبشي، ومن المتمكنين في العلوم الشرعية ، ومنهم من جلس للتدريس في الجامع العتيق في أبشي ومن شهد له بالولاية والبركة والصلاح (3).

ولأن أسرته منقطعة إلى العلم فقد حفظ القرآن الكريم ثم تلقى العلوم المعروفة في عصره في وداي على والده محمد السنوسي وجده يعقوب أبو كويسه والشيخ محمد أبو رأس ، ويمكن أن نتعرف على العلوم التي كانت شائعة في عصره في وداي ومصادرها المعروفة من خلال القصيدة السينية التي رثى فيها شيخه محمد أبو رأس حيث يقول فيها .

يامن تطوف حب العلم فاشد بنا        لسدرة المنتهى فيه من الناس

 أوراق كتب فنون الدين قد ذهبت       مع أصلها وتحاتت بعد أيباس

ويا تأيم أبكار الحواشي  لها            عن زوجها الماهر النفاق والكاسي

تا لله لولا انتظام للمثاني له            ما كان خالفه الحبر ابن عباس

صحيح فن البخاري ظل في علل         من بعده فرقا من مس دلاس

وفرع غصن خليل ضاع مؤرقه       وزهوه بعده من خبط هواس

الاف كتب فنون الدين قد نسجت       فيها عناكب جهل بعد كناس

فريدة النحو والكافية انطمسا          إذ الخلاصة صارت ذات أدناس

والشاطبي لنا شطت مسافته          من بعده لم يصفه شم حساس

جمع الجوامع مع كل الأصول مع      الشاتين شت فرادي بعد حباس

 وبعد أن تلقى العلوم الشائعة في وداي هاجر إلى طلب العلم في المراكز العلمية المعروفة في العالم الإسلامي ، ولكن الروايات تختلف حول مكان هجرته ، فمحمد صالح أيوب يذكر انه خرج لإكمال تعليمه في الأزهر في مصر (4) ، ويذهب إبراهيم صالح إلى أنه ذهب إلى الحرمين الشريفين وأخذ عن يوسف النبهاني والشنقيطي محمد حبيب الله وغيرهما من علماء السنة في الديار المقدسة (5) بينما يذهب محمد يعقوب عبدالواحد إلى أنه سافر إلى الأراضي الحجازية لأداء الحج ثم جاء إلى مصر والتحق بالأزهر ودرس العلوم وتخرج فيه ورجع إلي بلاده (6).

وليس تحت أيدينا ما نرجح به رواية على أخرى ولكن يغلب على ظننا أنه درس في مصر والحجاز معا وربما بدأ في بعض آثاره ما نلمح فيه معرفته بالحجاز معرفة غير العابر وخاصة في قصيدته النونية الكبرى ، أما مصر فأكسبته وعيا علميا غير مألوف في وداي حينئذ مما جعله ينفرد بآراء يخالف فيها علماء عصره .

وإذا نظرنا إلى مصر حين نزل فيها الشيخ عبدالحق نجدها ذات حيوية علمية وسياسية بعد أن نزل بها حكيم الشرق جمال الدين الأفغاني،  وتحلق حوله تلامذته في شتى العلوم والآداب، وبث فيها من الروح الوطنية ما أدى إلى الثورة العرابية ، وساعدة في كل ذلك تلميذه الإمام محمد عبده ، وكانت فيها أيضا حركة البعث والإحياء في الشعر التي قادها البارودي ، وقفز بالشعر العربي من ضعفه وهزاله وتقاليده المملوكية العثمانية ، ورجع به إلى ديباجته المشرقة في العصر العباسي .

ولاشك أن الشيخ عبدالحق قد استفاد من ذلك كله في شعره الذي جاء مخالفا لشعر معاصريه في وداي ، وفي مواقفه السياسية حيث كان وعيه متقدما على عصره في الأحداث التي مرت بها السلطنة ، فهو ليس عالما منعزلا عن السياسة شأن علماء عصره ، بل كان مشاركا بفعالية ، وكانت آراؤه جريئة ، خالف بها أكثر السياسيين ، وأكثر العلماء ، وخاصة في ثلاثة مواقف.

الموقف الأول حول الثورة المهدية في السودان ، حيث دعا السلطان يوسف العلماء واستشارهم ، فأجمع العلماء على أن مهدي السودان ليس هو المهدي المنتظر ،ولا تنطبق عليه علامات المهدي المنتظر ، ولاينبغي اتباعه ، ، ولكن الشيخ عبدالحق انفرد برأي ذهب فيه إلى أن مهدي السودان ليس هو المهدي المنتظر ، ولاتنطبق عليه علامات المهدية ، ولكنه رجل أجمعت الروايات على صلاحه وجاء يجدد الدين ، فمن الأسلم اتباعه ، وكتب في ذلك كتابه ( تبصرة الحيران من هول فتن الزمان) (7) ونلاحظ أن هذا الموقف نفسه هو موقف جمال الدين ومحمد عبده في العروة الوثقي(8).

أما الموقف الثاني فموقفه من خلافة السلطان يوسف ، والنزاع الذي شجر بين أفراد الأسرة الحاكمة حيث لم يؤثر الصمت ، بل أصبح في صميم النزاع، فانحاز إلى الغزالي ابن أخ السلطان يوسف مفضلا أياه على أبناء السلطان ، ثم انحاز من بعده إلى آدم أصيل مفضلا أياه على السلطان محمد دود مرة آخر سلاطين دار وداى مما أدى به إلى السجن .

أما الموقف الثالث فحول محاربة الفرنسيين بعد دخولهم أبشي فقد أجمع العلماء على محاربتهم ولكن الشيخ عبدالحق أنفرد برأي يذهب فيه إلى عدم محاربتهم حيث إن السلطنة خارجة من حرب أهلية ولا تستطيع محاربة الفرنسيين الذين يملكون سلاحا حديثا ، وبدلا عن مواجهتهم فمن الأفضل عقد هدنة موادعة معهم حتى تقوى السلطنة وتتمكن حينئذ من التخلص منهم ، أو تستعين بسلطان تركيا في مواجهة الفرنسيين (9).

توفي الشيخ عبدالحق شهيدا في مذبحة الكبكب(الساطور) عام 1917م حيث قتل الفرنسيون جماعة من العلماء تتراوح المصادر في أعدادهم ، حيث تصل بهم المصادر الفرنسية إلى بضعة أفراد ، بينما تصل بهم المصادر المحلية إلى المئات ، لكن من المؤكد أن هذه المذبحة قد أدت إلى تفريغ ابشي ثقافيا حيث هاجر من بقي من العلماء إلى السودان وأثر بعهضم الصمت .

آثاره العلمية والفنية :

ترك الشيخ عبدالحق عددا من الآثار العلمية شعرا ونثرا ، ضاع أكثرها ، ومن هذه الآثار:

1- كتاب تبصرة الحيران من هول فتن الزمان ، وهو في الرد على مسائل محددة واجهت سلطنة دار وداي وخاصة حول موقف السلطنة من المهدي إلى جانب بعض القضايا التي كانت تشغل بال المسلمين في دار وداي حينئذ ، وقد حقق الكتاب الدكتور محمد صالح أيوب ونال به درجة الدكتوارة ونشر عن طريق جمعية الدعوة الإسلامية في ليبيا .

2- كتاب تاريخ دولة وداي الإسلامية وفيه يسرد الحياة الاجتماعية لسكان وداي وسلاطينهم(10) , وربما كان هو الكتاب الذي ذكره إبراهيم صالح باسم تاريخ بلاد وداي وذكر أنه رأى قطعة منه (11)

3-   رسالة الكنز المدخر ، وهي عبارة عن أدعية لتوجيه الجنود من أجل الانتصار على الأعداء (12).

وإلى جانب هذه المؤلفات ترك الشيخ عبدالحق عددا من الأعمال الشعرية والمنظومات بعضها ضاع وبقي بعضها الآخر شاهدا على مكانته في الشعر التشادي , والأعمال هي :

1- ديوان في المدائح النبوية ، أورده الحاج مكي عبدالله التجاني وذكر أنه ديوان كبير يحتوي على اثنتين وسبعين قصيدة (13).

2-   النونية الكبرى  وهي تقرب من مئتي بيت ومطلعها :

سائل ديار أبشي عن جيراني             وارو الحديث لهم عن الجدران

وأطل وقوفك لي برمل أم كامل           نقضي لبانات الفؤاد العاني

3- النونية الصغرى ، وهي قصيدة في مدح السلطان أدم أصيل بعدما أخرجه من السجن ، وفيها يهجو السلطان دود مره وأتباعه ، وهي في تسعة عشر بيتا ، ومطلعها :

أبشر وطب نفسا وقر عيونا          ياواحدا في عصره يدعونا

وتهنأ بالملك المؤثل  وأنبسط         في عمر نوح أو غنى قارونا

4-   القصيدة الدالية ، وهي في الاستغاثة وهي في نحو عشرة أبيات ، ومطلعها :

مكرت بي الأعداء وظاهرها الحسود            فبغوا علي وشركوا  لي في الورود

5-   القصيدة السينية في رثاء الشيخ أبو رأس وهي من تسعة وثلاثين بيتا مطلعها :

أضحى مريضا فؤادي ناكس الرأس         يبكي لفرقة أحبابي وجلاسي

6- يذكر إبراهيم صالح قصيدة أخرى للشيخ عبدالحق يسلي فيها شيخه أبو رأس عندما تعرض إلى شيء من الإساءة بسبب فتوى خالفه فيها آخرون وذكر منها بيتا واحدا هو:

ياطود هدى في ربى منواشي             أصبر ولاتمتد مع الإدهاش (14)

7-   ويذكر إبراهيم صالح بعض المنظومات للشيخ عبدالحق في مطالب العقيدة ومن هذه المنظومات منظومة مطلعها :

يقول عبدالحق ذو القصور            باسم الإله المالك الغفور (15)

ومنظومة أخرى ضمنها معاني آية الكرسي ومطلعها :

يقول عبدالحق بعد البسملة            والحمد والصلاة والسلام له (16)

شعره :

أول ما واجهنا في شعر الشيخ عبدالحق قضية تحقيق النصوص ، وهي قضية تتصل بالشعر التشادي عامة إلى وقت قريب ، وعلى الرغم من أن شعر الشيخ عبدالحق قد وجد عناية كبيرة واهتم الرواة بروايته إلا أن تلك الرواية لا تخلو من اضطراب مما يدفعنا إلى الوقوف عند تلك الأشعار ومراجعتها .

ففي النونية الكبرى مثلا نجد المصادر تختلف اختلافا كبيرا في عدد من الجوانب ، وأول تلك الاختلافات يتصل بعدد أبيات القصيدة ، فقد ذكر محمد صالح أيوب أنها في نحو مائة وخمسين بيتا ، بينما أوردها الشيخ إبراهيم صالح في نحو مائة وسبعة وثمانين بيتا بينما يوردها عثمان علي محمد في مائة وثلاثة وسبعين بيتا (17) هذا الاضطراب في عدد أبيات القصيدة يعود في ظني إلى تداخلها مع محاولات أخرى لتشطيرها أو تخميسها، ومن ذلك تخميس آدم محمد الأمين ( دين كله) أوثق رواة القصيدة وقد اسمعني بعض ذلك التخميس (18) ، وإذا تجاوزنا عدد أبيات القصيدة نجد المصادر التي تحت أيدينا تختلف حول مطلعها ، فالروايات الشائعة تورد مطلع القصيدة :

سائل  ديارأبشي عن جيراني        وأرو الحديث لهم عن الجدران

لكن هناك رواية أخرى تخالف هذا المطلع الشائع المألوف وتبتدىء بقوله:

وأدم صلاتك للنبي  وآله        والصحب كاين حصينهم عمران (19)

وترتب علي اختلاف المطلع اختلاف آخر حيث جاء في البيت قبل الآخير من الرواية التي تبتدىء بقوله :

سائل ديار أبشي عن جيراني             وأرو الحديث لهم عن الجدران

جاء قوله :

يارب صل على النبي وآله         والصحب والصديق والعمران

ويزاد الأمر تعقيدا في أن المخطوطة التي تخالف الشائع المألوف من الروايات هي أوثق رواية تحت أيدينا فكاتبها هو آدم محمد الأمين الشهير بـ ( دين كله) رجل ثقة بل هو أوثق رواة هذه القصيدة وليس بينه وبين الشيخ عبدالحق غير راو واحدِِِ إذ ولد بعد استشهاد الشيخ عبدالحق ببضع سنوات مما يعطي روايته قيمة علمية عالية ، ورغم ذلك نظن أن مطلع القصيدة على خلاف مارواه آدم محمد الأمين ونرجح أن يكون مطلع القصيدة هو السائد من الروايات وهو :

سائل ديار أبشي عن جيراني      وأرو الحديث لهم عن الجدران

ويدفعني لهذا الترجيح أسباب هي :

1- أن ( سائل ديار أبشي عن جيراني ) بيت مصرع على خلاف المطلع الذي يقول ( وآدم صلاتك للنبي وآله ) فهو بيت غير مصرع ونحن نعلم أن القصائد العربية تبتدىء عادة بالتصريع .

2-   أن( سائل ديار أبشي عن جيراني) يوافق مطلع القصيدة العربية من حيث الوقوف بالأطلال والغزل .

3- مطلع ( وادم صلاتك للنبي وآله ) يبتدىء بالواو ممايعني وجود كلام قبله سواء أكانت الواو عاطفة أواستئنافية فهو لايصلح أن يكون مطلعا لقصيدة ، إضف إلى ذلك أن الدعاء والصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) تأتي في خاتمة القصائد بعد أن يفرغ الشاعر من مدحه .

ونعتقد أن هذا البيت كتب في بداية القصيدة تبركا لأن القصيدة مما ينشد في ليالي المديح والذكر ومطلعها الأصل لايصلح أن يردد عقب كل مقطع من مقاطعها فكان لابد من ببيت ارتكاز ذي معنى ديني وعظي فجاء ( وآدم صلاتك للنبي وآله )

ومن مظاهر اضطراب الرواية أيضا مانجده في القصيدة السينية التي مطلعها:

أضحى مريضا فؤادي ناكس الرأس      يبكي لفرقة أحبابي وجلاسي

حيث نجد فيها بيتا يلحقه اضطراب عروضي واضح وهو البيت الذي يقول فيه :

وهاج بليل أشجاني على شجن               ناعي إمام المهدي محمد نبراس

فعجز البيت مختل عروضياً إذ القصيدة من البحر البسيط ولكن عجز البيت لايستقيم مع هذا البحر وظننا أن ذلك يعود إلى عدم تحقيق الرواية إذ الشيخ عبدالحق من الشعراء الذين لهم خاصية موسيقية قلما نجد معها اضطرابا عروضيا وقصائده تشهد له بهذا التمكن الموسيقي .

ومما يطالعنا في شعره من قضايا أنه يبتدىء قصائده بالغزل والوقوف على الأطلال وهذا ظاهر في القصيدة النونية والقصيدة السينية ، فهل الغزل والوقوف على الأطلال عنده جزء من بناء القصيدة أم أنها تقليد للشعر العربي القديم ؟

وبالرغم من تسليمنا بتأثره بالشعر العربي القديم بل وببعض الابتداءات في الشعر المعاصر إلا أننا نعتقد أن هذه البدايات عنده جزء من بناء القصيدة وليست تقليدا للشعر العربي القديم .

ومما يدل على ذلك أنه لايقف على واد في نجد ولا في العقيق ولا الغضا مما هو جار عند الشعراء الأقدمين المقلدين لهم ، ولايتغزل بهند ولا ليلى ودعد مما هو جار عند أولئك الشعراء أيضا ولكنه يقف عند أطلال أبشي ، والوادي الذي يذكره هو وادي أم كامل وهو من أودية مدينة أبشي حيث يقول في النونية :

وأطل وقوفك لي برمل أم كامل      نقضى  لبانات الفؤاد العاني

ويقول في القصيدة السينية :

قد هام قلبي بوادي أبشي عل بها     خيالهم فوق ماء أم كامل رأسي

والفتاة التي يتغزل بها هي فتاة وداوية برقاوية حيث يقول في النونية الكبرى :

من كل برقاوية في خلقها        حسن وليست من ذوي الأحسان

أذ حللت سفك الدماء بسحرها     وقضت به جورا على الشبان

وهذا يدعونا إلى القول إن الأماكن التي وقف عندها والفتاة التي تغزل فيها هي جزء من ذاته وبيئته وتجربته الفنية وليست خارجة عن الذات والتجربة وأنه لايقف بالأطلال مقلدا بل يأتي ذلك الوقوف جزءا أصيلا من بناء القصيدة ذاتها ، ومما نلحظه حول شعر عبدالحق تميزه بخاصية انفرد بها قبله المتنبىء في الشعر العربي وهي أنه مهما كان موضوع القصيدة فإنه يبتدئها بأن يتغنى بنفسه ثم ينتقل بعد ذلك إلي موضوع القصيدة ، فهو في النونية الكبرى يتحدث عن ذاته في عشرة أبيات ثم ينتقل إلى موضوع القصيدة حيث يقول :

سائل ديار أبشي عن جيراني         وأرو الحديث لهم عن الجدران

وأطل وقوفك لي برمل أم كامل      نقضي لبانات الفؤاد العاني

وأعد لذيذ حديث سكان اللوى        متسلسلا لأبي زناد جناني

وأنشد هنالك عن فؤاد ذاب لي       أسفا بمنزل زهرة النسوان

مغنى فقدت به غصون فرائد         تهتز في ورق الحرير القاني

من كل برقاوية في خلقها             حسن وليست من ذوي الإحسان

إذ حللت سفك الدماء بسحرها         وقضت به جورا على الشبان

وأمرر على السوق القديم وقف بنا    نبكي ليالي يوسف السلطان

أيام كان اللهو ديني والهوى            شغلي ولا لي لائم أو شان

والعيش رغد بين أنس غزايل         وأسود غاب لي من الخلان

ثم بعد هذه الأبيات ينتقل إلى مدح السلطان يوسف ابتداء من قوله :

أكرم به ملكا عهدت كأنه             بدر توسط هاله السودان

فاعكف بمنزله ونح واندب به         ذهب المجالس وانتزاه زمان

وفي قصيدته السينية تحدث عن ذاته في أكثر من عشرة أبيات ثم تخلص إلى موضوع القصيدة وهو رثاء الشيخ أبوراس.

وظاهرة تغني ذاته في فاتحة قصائده تعود في رأينا إلى أنه كان معتزا بنفسه مثل المتنبىء فهو يرى ذاته في تجربته فتطالعك تلك الذات في فاتحة القصيدة .

ومما نلحظه أيضا حول شعره أن موضوعات قصائده وإن كانت تبدو في رحلة الحجيج إلى الأراضي المقدسة ومدح الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه وذكر شمائله كما هو الشأن في النونية الكبرى ، أو رثاء شيخه أبو رأس كما تبدو في السينية إلا أننا نعتقد أن هذه الموضوعات لاتعدو أن تكون معادلا موضوعيا لحياة الشيخ عبدالحق نفسه ولحياته التي تغيرت وتبدلت بعد وفاة السلطان يوسف.

فقد كان في عهد السلطان يوسف مرعي المكانة محفوظ الجانب يعرف السلطان علمه وفضله وينزله منزلة قريبة من نفسه ثم تبدلت تلك الحال بعد وفاة السلطان يوسف وانتهى إلى السجن في عهد السلطان دود مرة آخر سلاطين وداي قبل الاستعمار الفرنسي ولذلك نجده يتحدث عن الشيخ أبي راس وكأنه يرى فيه وفي عهده السلطان يوسف وعهده وكأنه يتحدث عن موقف واحد يرى ذاته في كليهما.

ومثلما يرى العصر تبدل بعد وفاة السلطان يوسف فإنه يرى حال العلم تبدل أيضا بعد وفاة أبي رأس وتبدل معها حاله فقد ذهب العلماء والصالحون وتركوه مع غير العلماء والصالحين مثلما ذهب السلطان يوسف وتركه مع من لايحفظ له مكانة أو يراعي له قيمة وفي ذلك يقول :

إنا إلى الله إنا راجعون له         كيف المقام بلا شيخ وسياس

فقد ذهب الشيخ أبوراس والسياس السلطان يوسف وتركوه مع الذين قال عنهم:

فجلت في الناس كي ألقى بهم بدلا              فلم أجد غير وسواس وخناس

أما في النونية الكبري فهو يرى ذاته في موضوعها وهو موضوع يشابه ما كان عليه ذهاب السلطان يوسف والشيخ أبي رأس حيث يرى في ذهاب الحجيج إلى الأراضي المقدسة ذهابا للأفاضل من الناس الذين تركوه مع غير الأفاضل فهو يقول :

ذهب الكرام كما تراه وفرقوا         من بعدهم شملي على البلدان

ومن قضايا شعر الشيخ عبدالحق قضية القومية في شعره ومدى تعبيره عن البيئة التشادية الوداوية وبالرغم من أن الشيخ عبدالحق يدرج مع الشعراء المحافظين وأن هؤلاء الشعراء لم يكونوا معنيين أصلا بقضية القومية لضعف الصدق الفني وصدورهم عن تعبير اجتماعي أكثر من التعبير عن تجربة فنية لكن مع ذلك كله نجده يختلف عن المحافظين بوضوح بعض التجربة الشخصية في شعره ولهذا السبب نجد صدى خافتا للبيئة الوداوية في شعره .

فشعره يعبر عن بيئة إسلامية أشعرية العقيدة مالكية المذهب تجانية الطريقة تقوم ثقافتها على المتون والحواشي كما سنرى في قصيدته السينية .

ونجد أيضا بعض سمات عصره وما أصاب السلطنة من ضعف ومشكلات ، أما من حيث الروح فتطالعك الروح التشادية التي لاتميل للتسامح إذا أغضبت بل تسعى إلى أخذ الحق حقين ، وتطالعك هذه الروح في شعره من خلال دعائه الغاضب على السلطان محمد دود مرة ووصفه لهزيمته بصورة مزرية حيث يقول :

أخبث به من عبد سؤ مسرع        في اللؤم عن فعل الكرام جبونا

وتراكبوا خيل الفرار وخلفوا           لكم النساء وقدموا حمدونا

وجروا لمرة كان معهم دودها         البطران يجري مثل مايجرونا

أو مثل قوله:

فجلت في الناس كي القى بهم بدلا        فلم أجد غير وسواس وخناس

أغراض شعره :

 إذا نظرنا إلى الشعر في وداي في الفترة التي عاش فيها الشيخ عبدالحق نجده يتدرج تحت شعر العلماء إذ لا نكاد نعثر على شاعر من غير العلماء ، والشيخ عبدالحق نفسه من هذه الطبقة العلمية الفقهية التي تأثرت تأثرا واضحا ببيئة الفقهاء .

لكن يبدو أن حياته في مصر في فترة كان الشعر فيها يستعيد قوة ديباجته ويتصل بعصر قوته في العصر العباسي ، يبدو أنه قد تأثر بذلك فجأء شعره مغايرا لشعر معاصريه في وداي كما كان لمشاركته في الحياة السياسية والفكرية أثر في شعره فلم يقتصر على الموضوعات التي يقتصر عليها الفقهاء ولم يلبس ثوب الوقار دائما فجاء شعره متعددا في أغراضه ومن أبرز تلك الأغراض :

المدح:

مدح الشاعر الرسول (صلى الله عليه وسلم) وصحابته ، ومدح بعض رجال عصره كالسلطان آدم أصيل الذي اخرجه من السجن ، وفي مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم) نجده ينظم السيرة النبوية كسائر شعراء المديح النبوي في العصور الإسلامية المختلفة ويذكر غزواته ومعجزاته وشمائله كما يمدح أصحابه رضوان الله عليهم ، وهو في هذا الضرب من المدح يبدو شاعرا محافظا وكل الذي يرجوه القبول والشفاعة ليفوز بالسعادة وحسن الخاتمة . وهو أيضا مثل شعراء المديح النبوي في العصور الإسلامية المتعاقبة ينظم ديوان شعر كامل في مدحه(صلى الله عليه وسلم )

أما مدحه للسلطان آدم أصيل فقد نظم فيه القصيدة النونية الصغري وافتتحها بالدخول في موضوعها دون مقدمات حيث قال مخاطبا السلطان آدم أصيل:

أبشر وطب نفسا وقر عيونا             ياواحدا في عصره يدعونا

وتهنأ بالملك المؤثل  وانبسط           في عمر نوح أو غنى قارونا

تالله ما افتخر الملوك بخصلة            من ملك أو نسب به يعنونا

إلا وأنت جمعت ذلك كله              فلذاك سميت الأصيل شؤونا

الهجاء :

الهجاء في شعر الشيخ عبدالحق نوعان ، نوع عام يهجو فيه الزمن وأهله ومبعث هذا الهجاء الشكوى والضيق وذهاب كرام الناس وتبدل الأحوال وفيه تجد نفثة مصدور وتبرم مغلوب وقد مر بنا من قبل أمثلة لهذا النوع من الشعر من مثل قوله :

فجلت في الناس كي القى بهم بدلا        فلم أجد غير وسواس وخناس

أو قوله في الدالية التي نظمها في السجن واستغاث فيها ودعا بإهلاك العدو ومطلعها:

مكرت بي الأعداء ظاهرها الحسود     فبغوا علي وشركو لي في الورود

وعدوا علي بمالهم وبجاهم          فتضايقت في المكائد والعقود

والنوع الثاني يهجو فيه فردا بعينه وهو السلطان محمد دود مرة ويدعو عليه كما يدعو على بعض من كان معه من أتباعه حيث يقول :

ففجعت ” فجاخا ” برعب صوارخ       تركته يجري في الفلا مجنونا

الرثاء:

للشيخ عبدالحق قصيدة وحيدة في رثاء شيخه أبي رأس وهي القصيدة السينية وسنقف عندها لاحقا.

الوصف :

يأتي الوصف عند الشيخ عبدالحق في ثنايا القصائد وليس غرضا مستقلا بذاته فقد يأتي في خلال مدحه ( صلى الله عليه وسلم) أو خلال الرحلة إلى الاراضي المقدسة أو في خلال الرثاء أو الغزل ومن ذلك وصفه للأراضي المقدسة :

بلد بابطحه تجد أم القرى      في بيتها المعمور ربع امان

أكرم بها من حرة محروسة      لبست شعار شقائق النعمان

وتبرقعت بالدين تحت ملاءة       مصرية ذرت بشاذروان

أغراض أخري :

نجد له أغراض أخرى مثل التوسل والدعاء ونظم العلوم ومرت بنا امثلة لها في ثنايا البحث .

القصيدة السينية :

نقف عند القصيدة السينية بالتحليل كنموذج لشعر الشيخ عبدالحق لأنها تحمل أظهر الخصائص والموضوعات التي عالجها الشاعر في سائر شعره ومطلع القصيدة :

أضحى مريضا فؤادي ناكس الرأس      يبكي لفرقة أحبابي وجلاسي

والقصيدة في رثاء شيخه محمد أبي رأس من برنو منواشي وهي في تسعة وثلاثين بيتا وجاءت علي البحر البسيط وهو بحر منبسط ممتد يساعد على التعبير عن عاطفة الرثاء.

وقد اتخذ الشاعر من موت شيخه معادلا  موضوعيا لما يجده في ذاته كما مر بنا من قبل ، حيث جاءت وفاة أبي رأس بعد أن تغيرت أحوال الشاعر بعد وفاة السلطان يوسف الذي كان يحفظ قدره وقد عبر الشاعر عن هذا  في مواضع متفرقة من النونية الكبرى مثل قوله:

فاعكف بمنزله ونح وأندب به       ذهب المجالس وانتزاه زمان

أو قوله :

ذهب الكرام كما تراه وفرقوا         من بعدهم شملي على البلدان

وغدت أضاليل المنى تحكي لنا       أخبارهم عن كاذبات أماني

فوفاة الشيخ محمد أبي رأس ومن قبله السلطان يوسف تثيران إحساسا واحدا لتبدل الحال بعد هما فأنكفأ الشاعر على نفسه يبكي الأحوال السياسية بعد السلطان يوسف والأحوال العلمية بعد وفا أبي رأس :

إلى الله إنا راجعون له      كيف المقام بلا شيخ وسياس

نجد الشاعر يفتتح قصيدته بقوله:

     أضحى مريضا فؤادي ناكس الرأس

فقد قدم كلمة مريضا على كلمة فؤادي لأن هذا هو المقصود لديه فهو لايريد أن يتحدث عن فؤاده ولكنه يريد أن يتحدث عن مرض فؤاده الذي اعتل بفراق الأحبة ونجده شخص الفؤاد وتحدث عنه علي طريقة الاستعارة المكنية كما نجد مجازا مرسلا يقوم على الجزئية حين يتحدث عن الفؤاد وهو يريد ذاته كلها وأسلوب التشخيص من الاساليب التي يعتمد عليها الشاعر في صورته الشعرية ، ونجد غاية التبرم من الزمن في قوله :

فجلت في الناس كي القى بهم بدلا      فلم أجد غير وسواس وخناس

وفي فاتحة القصيدة نجد الشاعر يتغزل بقوله :

تالله لو لم أذب من فقدهم كمدا     مابات ساقي جفوني مدهق الكأس

وظلت والهم مني غولة سلبت درع      اصطباري وعضاني بأضراس

ياحسرتي من لواشي رقتي أسفا      لولاه ما عزلتي عين حراس

قد هام قلبي بوادي أبشي علي بها    خيالهم فوق ماء أم كامل رأسي

وكما قلنا من قبل فإن البدايات الطللية والغزلية لديه ليست تقليدا للشعر العربي ولكنها من صميم بناء القصيدة ، وقد تأثر الشاعر بالغزل الصوفي الذي هو غزل غير حسي ويصرف دائما إلى معان غير مايدل عليها ظاهرها ، فللمتصوفة خمرهم ولهم ليلاهم وسعداهم ولبناهم ولكنها رموز إلى الحقيقة العلوية التي يجتهدون في الوصول إليها ، وإذا كان الشاعر قد بدأ قصيدته بتغني ذاته والغزل فإنه أحسن التخلص من الغزل إلى الرثاء الذي هو موضوع القصيدة فجاء تخلصه رفيقا حيث يقول:

وقد دعاني لنوح الثاكلات لهم      داعي هديل على أغصان مياس

وهاج بليل الشجاني على شجن    ناعي إمام الهدى محمد نبراس

وحين تنتقل القصيدة إلى الرثاء تشعر أنك قد انتقلت من قصيدة وجدانية فيها شاعرية وتعبير عن الذات وصور شعرية إلى نظم يفتقد كثيرا تلك الروح والأساليب فهو لايعدو الحديث عن تبحر شيخه في العلوم الدينية والطريقة التجانية والحديث عن الكتب التي افتقدت من يقوم بأمرها بعد أن ذهب كناسها وزوجها الماهر النفاق والكاسي.

والقصيدة في ثقافتها الإسلامية وليدة المجتمع التشادي حيث نجد أثر المذهب المالكي في قوله:

وفرع غصن خليل ضاع مؤرقه   وزهوه بعده من خبط هواس

ويبدو الأثر التجاني في قوله :

لو لم يكن قطبنا التجاني خلفه       في منهل الورد منه خير رياس

ما كان في منواشي منه مستترا      بعين ماض ضمير الشان في فأس

كما تبدو في القصيدة الآثار العلمية الأخرى في علوم اللغة والنحو والحديث والقراءات وغيرها وتنتهي بالتوسل والصلاة على الرسول (صلى الله عليه وسلم) شأن القصائد الدينية فيقول :

ياسيدي أنت في الدنيا أبو أملي    فلا تكن لي يوم الحشر بالناسي

أبشر بوفد على الرحمن إذ سبقت   رحماته غضب العاصي له القاسي

يلقاك بالرحب والزلفى مبشرة       في روض قبر بوجه غير عباس

ولم تزل نعم الرضوان باعثة       عليك من جنة المأوى بمقياس

وبرد ظل لواء الحمد يشملنا       مع كل أحبابنا من غير إبلاس

مع الصلاة على المختار شافعنا    أزكى سلام له بعد أنفاس

وإذا قارنا عاطفة الشاعر تجاه شيخه نجد أنه كان أكثر عاطفة من شاعر آخر تربطه بالشيخ أبوراس قرابة قريبة وهذا الشاعر هو الشيخ محمد الحلو جبر شقيق الشيخ أبي راس فقد رثى محمد الحلو جبر شقيقه بقصيدة مطلعها :

بكت عيني وحق لها البكاء       لمن في الأرض ليس له ثناء

لفقدي سيدي سندي حبيبي      أخي حقا وصدقا لامراء

ونعتقد أن الشيخ عبدالحق تفوق في رثائه على محمد الحلو جبر شقيق الشاعر ، لأمرين:

أولا: الاستعداد الفني للشيخ عبدالحق أقوى من الاستعداد الفني لمحمد الحلو جبر .

ثانيها : علاقة التلمذة بين عبدالحق والشيخ أبي راس ارتفعت إلى علاقة النبوة بينما كان محمد الحلو جبر بعيدا عن أخيه في أرض برنو ومعلوم أن علاقة البنوة ترتفع على علاقة الأخوة .

وإذا نظرنا إلى القصيدة من ناحية الوحدة العضوية نجدها تفتقد الوحدة فهي لاتعالج موضوعا واحدا لاتغادره حتى تستوفيه بل تشتمل على موضوعات متعددة ففيها غزل ورثاء وتوسل ودعاء وصلاة على الرسول (صلى الله عليه وسلم) ولهذا فهي تحتوي على عدد من الموضوعات ليس بينها رابط الا الوحدة النفسية لدى الشاعر أما غير ذلك فلاشيء وواقع الأمر أننا لسنا من الذين يرون تحقق الوحدة العضوية في الشعر الغنائي إذ أنه دفقات شعورية متتالية لا تخضع لهندسة عقلية ولا لترتيب منطقي وقلما نجد قصيدة تحققت لها الوحدة لكن مما يعيب مثل هذه القصائد عدم تحقق الوحدة الموضوعية .

منزلة الشيخ عبدالحق في الشعر التشادي :

عاش الشيخ عبدالحق في فترة مابعد انتقال سلطنة وداي من وارا إلى  أبشي وتلك فترة بدأ الشعر التشادي فيها يكثر ويكثر معه الشعراء بفضل الجهود العلمية للسلطنة وتطور الأحداث وتلاحقها .

ولكن الشعر في جملته كان ضعيفا ركيكا في كل جوانبه وربما كان أضعف شعر مكتوب بالعربية عصرئذ.

ولكن الشيخ عبدالحق تميز عن كل هؤلاء بشاعرية تجاوز بها ركاكة الأسلوب وضعف العبارة وتهافت الموسيقى فكان شعره وحيدا في وداي وانعقد له لواء الشعراء في عصره بل مايزال إلى اليوم شيخا للشعراء التشاديين في مختلف عصورهم ولهذا وجد من العناية مالم يجده شاعر آخر في تشاد.

تأليف د. عبدالله حمدنا عبدالله

عميد كلية الآداب – جامعة إفريقيا العالمية

الهوامش :

1- محمد صالح أيوب : الدور الاجتماعي والسياسي للشيخ عبدالحق الترجمي في دار وداي ، شاد ، الناشر جمعية الدعوةالإسلامية العالمية ، الطبعة الاولي(2001افرنجي) ص 200.

2-   ذكر هذا القول عبدالرحمن الفوكس في بحثه المنسوخ على الآلة الكاتبة تحت عنوان: شرح النونية الكبرى .

3-   محمد صالح أيوب ، مرجع سابق ، ص 215.

: محمد يعقوب عبدالواحد ( دابيو ) ، نبذة من تاريخ علماء تشاد ، منسوخ على الآلة الكاتبة لدى  الباحث  نسخة منه ، 30 من ذي الحجة 1395هـ ، 1/1/1976 ، ص 29

4-    محمد صالح أيوب مرجع سابق ، ص 219

5-   ابراهيم صالح ، الاستذكارلما لعلماء كانم برنو من الآثار والأخبار ، مخطوط لدى الباحث نسخة منه ، ص 78 ، 79

6-   محمد يعقوب عبدالواحد ( دابيو) ، مرجع سابق ، ص 29

7-   محمد صالح أيوب ، مرجع سابق ، ص 206.

8- من الملاحظ أن العروة الوثقى تفرق في وضوح بين المهدية الفكرة والمهدية الثورة ووردت التفرقة في اعداد متفرقة من الجملة.

9-   محمد صالح أيوب ، مرجع سابق ، ص 212 – 213

10-                     محمد صالح أيوب ، مرجع سابق ، ص 227

11-                      ابراهيم صالح ، مرجع سابق ، ص 83

12-                     محمد صالح ايوب ، مرجع سابق ، ص 229

13-       مكي عبدالله التجاني ، طريق الهدى والرشاد في التصوف القويم وتاريخ دخول الإسلام والطريقة التجانية في تشاد ( بدون) ، ص 117.

14-                     ابراهيم صالح ، مرجع سابق ، ص 82

15-                     ابراهيم صالح ، مرجع سابق ، ص 103

16-                     ابراهيم صالح ، مرجع سابق ، ص 106

 .