قناة بصمة التعليمية: التحديات، الانجازات والقادم…

عندما دخلت عالم اليوتيوب بشكل جاد في عام 2015، لم أكن اتوقع ان تحقق قناتي حتى جزء يسير من النجاج الذي حققته الان. بلغة الارقام، حققت القناة أكثر من 48 مليون مشاهدة وقرابة 700 الف مشترك. ولكن النجاح الحقيقي كان بمقدار الطلاب الذين حصلوا على فرصة مباشرة من خلال القناة. هذا كان الأمر الفارق والذي، بفضل الله، لايوجد مثيل له في اليويتوب. حيث حصل أكثر من 3500 طالب من أكثر من 70 جنسية على منح دراسية مباشرة من الفرص الحصرية على القناة وذلك في عام 2021 فقط. هذه المنح والفرص كانت ما بين منحة للدراسة الجامعية او منحة لغة انجليزية او منحة للدراسة اون لاين في دورات من منصات معتمدة وغير ذلك.

وبالرغم من وجود قنوات اكبر من قناتي بكثير، سواء في المشاهدات او عدد المشتركين ولكن ماهو الأمر الذي جعل قناتي تستطيع الحصول على هذا القدر من الفرص؟ الأمر لم يكن بسيط وليس فقط اجتهاد مني:

أولا، توفيق الله سبحاته وتعالى.

ثانيا، عندما اسمع او أقراء عن جهة تقدم منح دراسية او فرص دراسية، اتواصل معهم مباشرة واطلب منح او اعرض عليهم اعلان خدماتهم مجاناً على قناتي بالمقابل يقدموا منح دراسية. في أغلب الاحيان لا يصلني رد. وعندما يصلني رد، غالبا يكون رفض او اعتذار. ولكن احيانا انجح ويتم عرض تلك الفرصة على القناة.

ثالثا، احيانا تتواصل معي جهات تكون قد شاهدت شراكات سابقة مع جامعات او جهات أخرى ويعرضوا علي التعاون بإعلان المنح او الفرص المتاحة.

هذه هي اكثر الطرق التي من خلال تيسرت الفرص المختلفة. وأعلم يقيناً ان البعض يعتقد اني عندما اكون عرضت منحة على القناة انه ليس إلا اعلان مدفوع وحصلت على مقابل من أجل ذلك وليس هناك هدف آخر. ولكن الحقيقة هي عكس ذلك تماما. وأعلم يقيناً ايضا ان الكثير من صنّاع المحتوى عندما تتواصل معهم هذه الجهات يطلبوا مقابل، وهذا حقهم وليس فيه اي مشكلة اطلاقاً، ولكن طريقة عملي وهدفي من الوجود في اليوتيوب مختلف تماماً.

ومن المهم ان اوضح ان بعض الجهات التي تعرض المنح قد اطلب منهم مبلغ رمزي، لأني أعلم ان لديهم اصلا ميزانية لذلك، ولكن هذا ليس دافع لدي وليس ما اقوم فيه في الاساس، واكثر من %99 من المنح التي عرضتها على القناة لم اتقاضي اي مقابل لإعلانها بل كان هدفي ان يتم توفير فرصة لشخص. فما بالكم اذا كانت هناك إمكانية لتوفير آلاف الفرص! والله انه لخير عظيم علمه من عمله وجهله من جهله.

وعالم اليوتيوب عالم مُتعب ومُكْلف، حيث ان التحضير والتصوير والمونتاج يأخذ منك جهد ووقت ومال ايضا. في نفس الوقت، هناك أشخاص كُثُر ليس لهم هدف في الحياة غير الإساءه للغير، فتجد من التعليقات السلبية والسب والشتم الشيء الكثير. بالإضافة، اذا اردت من رفع قيمة وجودة محتوى قناتك، تحتاج معدات أفضل، سواء كاميرا أو إضاءة أو مايكروفون. وإن كنت لا تعتمد على اعلانات ورعاية مادية في قناتك، كل هذا سيخرج من جيبك. ايضا الوقت الذي يأخذه منك اليوتيوب يأثر على الوقت الذي تقضيه مع الاسرة او الاصدقاء أو أي امور أخرى خارج عالم السوشال ميديا.

لذلك إذا لم يكن لديك دافع حقيقي لتواجدك في اليويتوب، سيكون  كل ما تم ذكره ثقيل عليك. وقد كان علي، أحياناً. لذلك من فترة لأخرى انقطع عن اليوتيوب. وهذا الحل الوحيد الذي وجدته من أجل الإستمرار. وأعرف غيري الكثير ممن ابتعدوا نهائياً.

والان، مع دخولنا في عام جديد، قررت عمل سلسلة فيديوهات حديثة أغطي فيها الدراسة حول العالم، سأتحدث بإذن الله عن أكثر من 200 دولة. سأتحدث عن الفرص الموجودة في الدول المختلفة والإيجابيات والسلبيات وطُرق التقديم والتكلفة وغير ذلك. وهذا جهد كبير جدا لا استطيع عليه بمفردي. لذلك وفقنا الله سبحانه وتعالى لإختيار فريق اعداد سيتطوع معي في القناة لتحضير المواضيع. هذا الفريق يتكون من أشخاص ذكور واناث ومن دول مختلفة وخلفيات مختلفة. بينهم من يعمل في جامعة ويوجد طالبين دكتواره  وطالبين في مرحلة الماجستير وأخرون بمهارات مختلفة سيكونوا جميعاً اضافة مهمة للقناة وللمحتوى القادم.

من خلال هذه السلسة اهدف لعدة امور:

1- ان يعي الطالب ان أرض الله واسعة، ويوجد العديد من الفرص حول العالم. وإنت كنت في بلد توفر لك حقك الانساني في التعليم، فذلك خير عظيم. اذا لا، فهناك بدائل.

2- ان نساعد الطلاب الغير مقتدرين مادياW على ايجاد حلول تعليمية.

3- ان نساعد من يريد حياة افضل عموما ان يصل إلى ذلك من خلال بوابة التعليم.

وبناء على الارقام التي حققتها القناة في الفيديوهات التي غطت التعليم حول العالم، اتوقع لهذه الفيديوهات نجاح كبير بإذن الله، وهذا النجاح مقياسه ليس عدد من شاهد، بل عدد من وجد فرصة حقيقة وساهمت هذه الفرصة في تغير حياته للأفضل.